كبكبة.!!


مدخل أول:ـ
يا أم عمرو..جزاك الله مغفرة ردي إلي فؤادي كالذي كان
إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا!؟
توطئة:ـ
كانت بسيطة كرغيف خبز...وكانت حين تحادثه تحتك به عفواً كما يحتك ملاك طاهر بإنسان خاطئ ويطرد منه أفكاره الوسخة..)
تووووووش!
أي قصة حب غريبة أودعت بالطاهر كبكبة نزيلاً لمدة ثلاث سنوات بمستشفي التيجاني الماحي لا أحد يدري؟..فكل ما يعرفه الأهالي أن الفتى النحيل والوسيم نوعاً ما ,كان خجولاً ورزيناً في حياته العامة..لم تشهد له دروب المنطقة أي غزوة عاطفية لحشود الطالبات المراهقات اللاتي يتسكع بهن رفاقه في أحاديث غرامية طويلة بعد خروجهن من المدارس ليشبعوا وهم مراهقتهم الزائف في سباقات إفتخارهم العلني بأعداد الغافلات منهن..لا..لم يكن الطاهر من هذه النوعية من الشباب..صحيح أن الفتى حلو الكلام..قليله..أنيق ومرغوب..إلا أنه رزين و(تقيلوواثق من نفسه ومن إمكانياته التي لو شاء لنصب نفسه كازانوفا الحي دون منازع..ولتفوقه الدراسي على أنداده كثيراً ما إستعانت به الأهالي يدرس ويشرح ما إستعصى على فهم أبنائهم وبناتهم المتبلد من مسائل الدرس المختلف..فالفتي كان نابغة والكل يشهد له بذلك..ولتهذيبه البالغ كان يسمح له بالمكوث لساعات طويلة لتدريس الصبايا في بيوت الحي المتفرقة..والطاهر لم يخن ثقتهم يوماً ما..
إلى أن بدأ من تلقاء نفسه بالإنقطاع الكلي عن إعطاء هذه الدروس معللاً إنشغاله ببعض الأمور..ولم يلاحظ عليه أحد سروره البالغ كلما إختلى بنفسه يحدثها واضعاً يده مرات متتالية على موضع القلب كأنه يحميه بحركته من الخروج إلى الشارع كاشفاً للناس أمانيه العذاب موضحاً للمارة حالة عشقه المرهف..كل ما لاحظه الأصدقاء إنزواءه المتعمد وقلة مشاركاته الجلسات,وتلك الربكة المتكررة والواضحة كلما إهتز هاتفه في جيبه وإضطرابه الواضح في مكالمات هاتفية طويلة لم يسمعوا منها أي شئ فأطلقوا عليه الطاهر (كبكبةتندراً لحالته التي تبدوا عليه وتخمينهم بأن السبب هي إمرأة لخوفه الظاهر وعرقه الغزير الذي يغمر وجهه كلياً حين النداء وإبتسامته اللغز التي تدوم طويلاً بعد تلك المكالمات..
نعم..لم يعلم الجميع أن مصدر المكالمات كانت ندي...أرق فتيات الحي..صاحبة الهمس الشجي والعيون اللامعقولة..ندي (الدسيسةكما يحلو لهم أن يتهافتوا على إسمها يبلغه الواحد تلو الآخربفرح في زقاقات المدينة قبل غمامات هطولها السخي في الشارع المعتاد الذي يحتشد بجموعهم المتعطشة لمشاهدة إنسيابها للبيت بعد يوم دراسي طويل بمقاييس حسابهم وتبطلهم المزمن إلا من دقائق دوامها المدهش..
لندي عينان كالبئر..بلا قرار..وهنالك عميقاً قفز الطاهر..إختلج قلبه بعنف من الدرس الأول معها..غالب أشواقه..وعاند أحاسيسه..فطفرت عيناه بالدموع وأرقٌه المنام دهراً..إلى أن إستجمع أطراف شجاعته..ودفع بحزر ورقة صغيرة بين طيات كتابها المدرسي ضمنها أشواقه .. ثم إستقال من مهام التدريس..متوكلاً على الله .. ورقة صغيرة جداً كانت كافية ليتلقى ما هو أكبر!..قلب ندى..تواعدا..تعاهدا..وأخفيا حبهما الكبيرعن العيون الحاقدة..
مضت بهما السنين..ندى في مرحلتها الأخيرة بالجامعة..وغاب الطاهر مستلماً لعمله الجديد بعد إنتظار طال..وبعودته للحي إستحثه الشباب لمشاركة رفيقهم محمود(الطيش)..الفاشل الوحيد في الدفعة والناجح بإمتياز في دنيا المال..أبهر محمود الأصدقاء بعد عودته القصيرة من تلك الدولة العربية بحفل زواج لم يشهد له مثيل في أرقى نوادي العاصمة...كان الحفل رائعاً أججت موسيقاه فنانة بضة من أشهر مطربات البلد..إفترشت كل إمكانياتها للجمهور المتعطش للفن الجميل..كل ثنية في جسد المطربة كانت تهتز..وهي تردد بعد كل مقطع موسيقي (النبق...النبق....النبق)..تزغرد النساء.. فيطلب الجمهور المذيد من النبق...
هي نفس العبارة التي ظل يرددها الطاهر في الحي...كان يقتحم تجمعاتهم عارياً إلا ما يستر عورته ثم يبدأ في نوبات من الرقص المحموم مرددً(النبق..النبق..النبق)..
عاد الطاهر بعد رحلة إستشفاء طويلة..عاد صحيحاً معافى..حلو المعشر واللسان..توافد عليه الأصدقاء يهنئونه على سلامة الوصول إلى سواحل الواقع بعد رحلة صعبة في بحار الجنون وإختلط حديثهم العامر بصدى موسيقى لحفل نهاري تصدح من داخل الحي..
إستفسر الطاهر بمرح عن صاحب المناسبة فقيل له أن محمود الطيش رزق بتوأم يحتفل بتسميتهم اليوم..سرت حمى الرقص سريعاً للطاهر فمزق ثيابه وتلوى أمام أصدقائه برقصة خليعة..وحينما صرخ (النبق..النبق...النبق)......................
أدرك الجميع (الآنأن ندي (الدسيسةزوجة محمود الطيش هي سبب جنون الطاهر.......(كبكبة)..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حنك النمل البيعضي..الما بعضي ما معانا..!!

إلى.... خفاش..!!

إنعتاق.. رؤى الخروج...أقاصي الأنا!!