الدكتاتور


يا بحر قم..
حرك تحرك أو فعد....
نحو إبتدائك فالنهايات البعيدةلاتحد..
ألفظ جحيمك أو فغادر ساحليك..
إلى الأبد........
بحماس وعزيمة أكيدةردد الوسيلة أبيات محجوب شريف النضالية بعد أن قرر تحطيم كل القيود التي كبلته ومنعته طوال كل هذه السنين من مواجهة هذا الأخطبوط مصاص الدماء الظالم..قرر الوسيلة اليوم تحدي هذا الدكتاتور بكل ما اوتي من قوة..(فالساكت عن الحق شيطان أخرس)..فحجم الدمار الذي ألحقه هذا الدكتاتور في حق هذه الأمة لا يمكن السكوت عليه؟!!..ولن تفيده اليوم كل شعاراته البراقة لحشد أكبر كمية من الجماهير لصالحه متكئاً بإستهتاره المعتاد على تلك الشجرة اليابسةيكفي موت ملايين الضحايا في تلك الحوادث التي يكون دائماً في منأى عنها بتملصه كما الشعرة من العجين سالماً غانماً لاتمسه زرة من سوء كلما سالت هذه الدماء الزكية وعفرت تراب الوطن الغالي!!..سيطر هذا الدكتاتور على كل شئ في محيطه حتى الأغنيات التي تبث لايحق لأي مواطن إبداء رأيه فيها..وفرض ضرائبه على كل شرائح المجتمع يقتطعهاولا يستثني كبيراً أو صغير..طالب أو عاطل عن العمل...دون الإلتفات لأي بادرة وهن تلوح علي وجه هذا المواطن المنهك والمغلوب على أمره؟!..
نعم قرر الوسيلة اليوم وضع حد لكل هذه الفوضى لهذا الغوغائي صاحب الخطاب الركيك والمبتذل والذي لا يؤهله مستواه الأكاديمي لتوصيل كل هذه الأمة إلى بر الأمان في بيوت تحتويهم بلا هموم أو أحزان..
خرجت الجماهيرالعظيمة.. تماماً في نفس الموعد..ساعة الصفر..تدافعت الجموع...هاجت وماجت عندما لاحت إحدى المركبات في الطرف الآخر..الوسيلة وبضعة آخرين كانوا أول الواصلين لمركبة العدو...تحسس الوسيلة جيبه المنتفخ بحركة سريعة وخاطفة وأخرج الورقة النقدية ذات الفئة الكبيرة الوحيدة بجيبه المنتفخ بطريقة مريبة..بعد أن رأى ذلك الشرطي متمرساً في الخلف..لم يتراجع أو يخاف...راجع الخطة التي رسمها في رأسه عشرات المرات قبل أن يشرع في تنفيذها..فهاهو وجهاً لوجه أمام عدو الأمة والجماهير...وهو لن يسمح له بإستغلاله مجدداً ولو سالت دماءه في أرض المعركة التي دارت الآن.....لن يسمح الوسيلة لهذا (الكمسارياللعين بمغافلته هذه المرة ونسيان باقي المبلغ الضخم بحوزته كما إعتاد في الماضي...مد الوسيلة يده بالورقة ذات الفئة الكبيرة وأتبعها بنظرات متحدية وقاتلة لعدوه اللدود وإمعاناً في تزكير نفسه بالمهمة القاسية بعدم النسيان..ظل الوسيلة يردد بصوت مسموع.. لايحفل بنظرات جاره الساخرة بالمقعد المجاور(الباقي ياكمساري...الباقي ياكمساري)...
نقر الوسيلة علي باب منزله بهدوء فتناهى صوت زوجته بالداخل يسأل عمن يكون الطارق؟
....أنا الوسيلة..أجاب..(الباقي ياكمساري)...أردف.........

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حنك النمل البيعضي..الما بعضي ما معانا..!!

إلى.... خفاش..!!