الشماشي!!



 في شهر مايو ،في البلاد التي أدمنت الفضيحة.. ستذداد أعداد ممارسي العادة السرية في المراحيض وتكثر التحرشات والإحتكاكات الجنسية في وسائط النقل والأسواق..في شهر مايو ستنحسر خيوط الظلام الأولى لصباحات المدينة الحارة والمتعفنة حد الوجع؟..وستطن ذبابات ضخمة وتطارد في إلحاح عجيب عبق القذارة المتخثرة عميقاً في مسامات المكان..في شهر مايو ستذداد كثافة سكان المكان؟؟....والمكان ، هو أي مجرى خرافي في المدينة الآثمة.. أي كوة منسية في غابة الإسمنت..مساكن الكبار ومصدر القرار في المحافظة؟..
هنالك في العمق المتفسخ المحلول ، ستتبعثر الأجساد المصفوفة بترتيبٍ عشوائي مثل تماثيل نصفية لمومياءات عتيقة في مشهد سينمائي مهتز ومفكك..تماماً كما المكان الذي يقطنه الكهل؟...
أفاق مبكراً..لفظته قديماً الطرقات كهلاً دون السادسة..وإحتضنه الرصيف الأب لتكتمل الحكاية؟...إعتلف الكهل الأمس قوتاً من زبالات الطريق ، وجرته دوامة الخبز الحرام للإفتتات قسراً من جيوب الآخرين..من أسهموا في الإنفلات..
سيتململ في موضعه ، ويشيح بنظره عن لعبة جنسية خطرة يمارسها الزعيم في صباحه المبكر مع محظيته منكوشة الشعر..سيلمحه يمتص بلهفة صدرها اليابس من إستدارات مشروعة كحق أنثوي مكتسب في التكوير والدوران بفعل الجوع ..وسيبحث في جيبه عن عقب سيجارة طويلة يدخنها ،قد يعيق تقدم الأنامل بقايا صلبة لخبز جاف ومتعفن.. لن يهتم؟..سيلقمه فمه بسرعة رهيبة ويقضمه بأسنانه الأمامية كجرذ..ثم ستستريح الأنامل في حكة طويلة لعضوه الحساس ، تفركه بعنف غير مجدي من جحافل القمل المعشعش بين أكوام القذارة النامية في جنباته كالفطر..
في تلك السويعات الخالدة سيسعفه الزعيم في لحظات كرم نادر بخرقة مريبة مبلولة بسائل مخاطي برائحة نفاذة؟؟..كأكبرأكذوبة للزعيم في صباحه الجامح بالرغبة العارمة لصاحبته منكوشة الشعر...سيعبئ الكهل صدره بشهيق المادة الخطرة...يتفهم إكرامية الزعيم وحوجته الماسة لخلو المكان..ينتفض ويخرج ليشق بأثماله البالية قلب المدينة من جديد..
في عينيه بريق لإنتقامٍ قادم ..أو تسامح..ليس يدري؟!.. يهيأ لمن يراه أنه سيملأ الطرقات سهواً بنشيج وبكاء لم يسمع من قبل..يغطي عريه الفاضح حين يصطدم الآخرين..يلمح نشوة إبتعادهم الزائف خوف الرائحة الهجين..سيسأل أولهم...وليكن ذاك السمين..سيصم آذانه..ليجرجر مسئوليته ويتعامي عمداً عن المشهد الكلي ليعلن استعلائه بوضوح قاصداً المطعم الفخم بسيارته الفارهة الحمراء..
قد يعلم الكهل موقعه..لا تعاطف مع أبناء الشوارع في قاموس الآخر اليومي؟.. نزير الواقع القاسي هو..إبن الحياة التي فرضتها نزواتهم على مر السنين..إكتساح اليأس في دوامة متدافعة ثم الفرار..بوابة الهروب....؟؟ والتلصص (منهمعلى تجواله المفخخ في زقاقات المدينة من علوٍ.. أبوة تنصلت بجبن عن أخطائها؟؟..يسائل نفسه:
ما من مكان يحتويه فيستريح..فشل زريع ، حين يغرقه التأمل لا يطاق والبحث سر الإختلاف..للآخر المنبوذ منه..ظلاً يليق بالألم الذي لا يشتهيه؟..
ماذا فعلت فتذدحم كل القواميس البذيئة بإتهامي في الشوارع والبيوت؟..يا للظلام.. - سيسأل أمه تلك التي تهدلت أثداؤها (دون الرضاعةألقمته على الطريق؟؟..ماذا جنيت لأستحق الثأر والتنكيل في جسدي الهرم قبل الأوان..يا للحرام سيسأل والده - (إن هو إعترفبفعلته التي قبل الهروب عرته في لحظة شبق؟؟..
قبل إتكاءه على الجدار الأسمنتي سيدس الكهل خرقة المخاط المريب في فمه...مكافأة الزعيم على التواطؤ..لجيفةٍ تشبهه...وحينها سيلمح ببقايا رؤية ضبابية مشوشة سيارة فارهة حمراء يُغيٌب صاحبها السمين داخلها الكثير.. الكثير من الأطعمة..وتنحشر بجانبه فتاة حسم منظر الأطعمة ترددها الطويل..يغيب الكهل ..في إغماءة طويلة..بينما تردد جوقة المدينة المزيفة أنشودة فاجرة لأمسية عهر مستمر؟..في شهر مايو............وت..ن..ت..ظ.......ر؟.....كهلاً جديد.....!!!

          بدرالدين محمد عثمان...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حنك النمل البيعضي..الما بعضي ما معانا..!!

إلى.... خفاش..!!

إنعتاق.. رؤى الخروج...أقاصي الأنا!!